كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
108
رأيت مكتوباً على جدران مبانيه الأمر بمراجعة أمانة المدينة مع استصحاب صكوك الإمتلاك من أجل تقرر إزالة الإمتلاك هذا مع ما يبديه الملك فهد حفظه الله من حرص على بقاء المسجد النبوي أنيقاً محاطاً بالميادين حتى يتسنى للقادم إلى المدينة المنورة مشاهدته واضحاً مع شوارع مستقيمة من كل مداخل المدينة.
وفي التوسعة السعودية الأولى أنشئت مكتبة المصحف التي تعد مشروعاً عظيماً داخل مشروع التوسعة وهي تقع في علو باب الصديق وتمتد جنوباً إلى علو خوخة أبي بكر الصديق التي هي الفتحة الجنوبية من هذا الباب، ويقع باب هذه المكتبة في الجانب الشمالي من باب الصديق من الداخل ويصعد إليها بسلم حجري مريح مفروش بطنفسة حمراء فاخرة ولهذه المكتبة نوافذ ترى منه جموع المصلين داخل المسجد النبوي وفي داخلها مكبرات للصوت تمكن المصلين فيها من متابعة الإمام في الصلاة.
وفوق هذه المكتبة غرفة وضع فيها بعض الآثار، وفي هذه المكتبة مخازن بعضها من الخشب الأسمر الجميل النفيس المطعم بعاج ناصع البياض ومكتوب على بعض هذا العاج آيات قرآنية وأبيات شعرية بالعاج والفضة والبعض الآخر من المخازن يتجلى فيه جمال الزخرفة الفائقة، وقد أهدت هذه الخزائن إلى الحرم النبوي الشريف والدة الخديوي عباس باشا عام 1328 هـ وكانت هذه الخزائن بجانب باب السلام داخله فأصابها بعض الإهمال ولكن للعناية بها نقلت إلى هذه الخزائن بعد أن أرسلت إلى أحد المصانع في جدة