كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

110
البقيع
يقصد بهذه العبارة لغة الأرض الرخوة الخالية من الحجارة، وهذا النوع ن الأرض معهود لجعل المقابر فيه وفي المدينة المنورة كثير من ذلك مثل بقيع الخيل، وبقيع الزبير وغيرهما، ولكن هذه اللفظة أصبحت علماً بالغلبة على مقبرة المدينة المنورة، والتي تقع شرقي المسجد النبوي وكان يفصلها عنه حي كبير يدعى في عصرنا " حارة الأغوات " وهم خدام الحرم ومعظم هذا الحي أوقاف، وقد أزيل هذا الحي لتوسعة الحرم النبوي الشريف وميادينه وبإزالته اصبح لا شيء يحول بين الحرم وبين البقيع وذلك عام 1405 هـ وأصبح المار مع شارع أبي ذر يرى الحرم النبوي في غاية الجمال ولا يكدر نظره شيء من تلك المباني العتيقة، وقد ورد في فضل البقيع الشيء الكثير من الأحاديث والآثار فمن ذلك ما ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلتها فخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ".
وفي صحيح مسلم أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ألا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى.
قالت: لما كانت ليلتي التي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ

الصفحة 110