كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

118
وأبو سلمة هذا كان زوجاً لأم المؤمنين أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولما اراد الخروج مهاجراً منع المشركون زوجته من الخروج معه ولم تخرج إلا بعد ذلك بمدة وبعد جدال بين المشركين أنفسهم، وقدم أبو سلمة المدينة بكرة وقدم عامر بن ربيعة عشياً ثم بعد هؤلاء توجه مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة موفداً إليها ليعلم الأنصار أمور الدين إذ كرهوا أن يكون إمامهم ومفقههم منهم كما طلبوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتابعت هجرة الصحب الكرام رضي الله عنهم حتى لم يبق من أعيانهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر وعلي رضي الله عنهما.
وكان من هاجر من المسلمين يستقر بقباء عند بني عمرو بن عوف واتخذوا مكاناً يصلون فيه بإمامة مصعب بن عمير رضي الله عنه فكان ذلك مكان مسجد قباء فيما بعد حين هاجر المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونزل بقباء على كلثوم بن الهدم بعد أن استقبله الأنصار مدججين بالسلاح وبعد أن تفاءل باسم أبي بردة الأسلمي وباسم عشيرته وقال للصديق: برد أمرنا وسلمنا.
وبعد أن تفاءل بالإتجاه إلى اليمين وإلى العالية.
وأسلم أبو بردة وآمن معه قومه بنو سهم وأعطى عمامته للنبي صلى الله عليه وسلم ليجعلها لواء فجعلها على رأس عصا واتخذها أول لواء له صلى الله عليه وسلم.
ونزل صلى الله عليه وسلم حين قدم تحت ظل نخلة غربي مكان مسجد قباء فلم يميز الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصديق لأنهم لم يروه من قبل حتى لحقته الشمس فقام الصديق يظلله بردائه فعرف الأنصار حينئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من

الصفحة 118