كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

121
وقد حاز مسجد قباء العناية من المسلمين وحكامهم على مدى العصور: فقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جدده، وكذلك ذو النورين رضي الله عنه وزاد فيه وأخر محرابه جنوباً كما فعل في المسجد النبوي لأن الصحابة الذين شاهدوا وضع الكعبة في حياته صلى الله عليه وسلم لا يزالون موجودين، وكذا جدده عمر بن عبد العزيز رحمه الله في أيام ولايته على المدينة وذلك عام 87 - لا89 هـ ونمقه وزينه ووسعه من الشمال وعمل له مئذنة لأول مرة، وجعل في وسطه رحبة، وتوالت تجديداته حتى عهد السلطان محمود الثاني عام 1245 هـ وعهد ابنه عبد المجيد.
وقد تغنى الشعراء بقباء ونخيلها قال الشاعر:
أهوى البلاط فجانبيه كليهما فالعرصتين إلى نخيل قباء
وفي عام 1388 هـ أمر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بتجديد عمارته فبني بناء حديثاً جميلاً وزاد فيه من الشمال، وفي عهد أخيه الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله أمر بتوسعة هائلة لمسجد قباء على نفقته الخاصة وهي من الجهة الشمالية والعمل فيها جار الآن على قدم وساق أعني في شهر رضمان عام 1405 هـ.
وكان مسجد قباء يبعد ثلاثة أميال من المسجد النبوي ولكن العمران اتصل به من المدينة وأصبحت قباء حياً وسط عمران المدينة فقد انسابت المباني جنوبه وغربه بشكل عجيب، ولمسجد قباء الآن ثلاثة أبواب: اثنان في الجهة الغربية وواحد في الشمال للنساء، وبغربيه كانت توجد الحديقة التي فيها بئر

الصفحة 121