كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

124
فعل إعراب أذرعات إعراب الجمع المؤنث الصحيح فإن التاء تنون بكسرتين، وعلى إعرابها إعراب مالا ينصرف فإن التاء تفتح بدون تنوين وتكون الفتحة نائبة عن الكسرة لأن الاسم مجرور بحرف جر.
وقيل إن للمدينة ثنيتي وداع: إحداهما لوداع الحاج وهي جنوبي المدينة قبيل قباء وهي التي وقع فيها نشيد استقبال الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم وهي عقدة من الحرة تقع عليها الآن قلعة من العهد التركي.
والثانية ثنية وداع المسافر إلى الشام وهي في الجهة الشمالية للمدينة على عقبة من جبل سلع والتي أدركناها معروفة عند أهل المدينة بثنية الوداع بل عرفت عند أهل المدينة منذ القرون الأولى كما ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد، وكان عليها مسجد أدركناه بأبناء التركي القديم ثم بني بناء حديثاً وجميلاً في عهد المملكة العربية السعودية، ولكنه عندما تولى عمر قاضي أمانة المدينة وقام بأعمال جليلة لتطويرها وإظهارها بالمظهر اللائق بها عالمياً، أزيل هذا المسجد في خضم ذلك عام 1403 هـ لتوسعة ميدان ملتقى طريقي سيد الشهداء وسلطانة، وبقيت كدية صغيرة في مكانه وهي صالحة لأن تسمى ثنية لغة وواقعاً، وقد أزيلت في الأسبوع الأول من المحرم عام 1406 هـ.
وقيل: إن النشيد بدأ من الثنية الجنوبية وتكرر في غزواته صلى الله عليه وسلم حين قدم منها ودخل المدينة من الشمال مثل غزوة الغابة وغزوة خيبر وغزوة تبوك، وحبذا من أجل الإبقاء على مكان هذا المعلم معروفاً لو جعلت فيه نافورة ماء أو برج أو حديثة وأطلق عليها اسم (ثنية الوداع) وإذا لم يفعل ذلك فلا ثنية وداع تعرف في المدينة لا جنوباً ولا شمالاً.

الصفحة 124