كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

126
أو منهم استعار ما يطوف به أو طاف عارياً فكان كالسبيه
واختلفوا أن يتقلد اللحى من شجر الحرم من عنه انتحى
لأهله وفي اللحى أمان وقيل عنه قد نهى القرآن
واختلقوا التعشير أن يعشرا من النهيق بحذاء خيبراً
أو طيبة آتيهما ليسلما بذلك التعشير من وباهما

الدليل على أن ثنية الوداع الواردة في النشيد هي الجنوبية
إذا ما سردنا طريق النبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة واتجاهه إلى قباء ثم تحوله منها إلى المدينة وجدنا أنه لا مجال للقول بأن ثنية الوداع التي بدأ منها نشيد الاستقبال هي الشمالية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من قباء ضحى يوم الجمعة فمر بديار بني سالم بن عوف أبناء عم بني عمرو بن عوف أهل قباء وكانت منازلهم على وادي رانوناء فقال زعيم بني سالم بن عوف وهو عتبان بن مالك ومن معه من قومه (انزل فينا يا رسول الله فإن فينا العدد والعدة والحلقة ونحن أصحاب العصا والحدائق والدرك وكان الرجل من العرب يدخل هذه البحرة خائفاً فيلجأ إلينا فنقول له قوقل حيث شئت). فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (خلوا سبيلها فإنها مأمورة) فقالوا له يا رسول الله: تمكث أياماً عند بني

الصفحة 126