كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
128
وهم أخوال جده عبد المطلب إذ أمه سلمى بنت عمرو النجارية، وكانت منازلهم فيما بين المسجد النبوي إلى المناخة فقال أبو سليط وصرمة بن أبي أنيس وقومهم: يا رسول الله نحن أخوالك فلا تتجاوزنا، فيقول: (دعوها إنها مأمورة) وكان كلما مر بحي من الأنصار طلعت النساء على الأجاجير (أي السطوح) وقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، حتى بركت ناقته في مكان منبره في مسجده الشريف فجاءت جوار من أخواله بني النجار وهن يضربن بالدفوف ويقلن: نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار.
فقال صلى الله عليه وسلم لهن: (أتحببنني؟) قلن: نعم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (وأنا والله أحبكن) ثلاثاً، لقد سردت طريقه صلى الله عليه وسلم من قباء إلى موضع مسجده لأبين أنه لا وجه لكون ثنية الوداع هي الثنية الشمالية بل هي الثنية الجنوبية الواقعة بين قباء والمدينة والتي تقع في موضع القلعة التي تعرف الآن بقلعة قباء.
وورد عن عائشة رضي الله عنها (رانوناء على ترعة من ترع الجنة) وينتهي سيل رانوناء إلى سيل بطحان في مجتمع الأسيال الصغير قبل مسجد المصلى تحت الجسر المشيد ثم وادي رانوناء.
وادي رانوناء
لقد ذكر مؤرخو المدينة والأثريون أن للمدينة سبعة أودية رئيسة وما سواها يعد مرافع وفروعاً تصب فيها، ومن هذه الأودية وادي رانوناء الذي يأتي من وسط الحرة الجنوبية التي يعرف أولها بحرة بني بياضة، ويقع مسجد قباء في