كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

129
وسط هذا الوادي تقريباً بعد أن يمر وسط نخيل العصبة الواقع غربي قباء، وعلى عدوتيه تقع منازل بني عمرو بن عوف سكان قباء في العهد النبوي الشريف، ومنازل بني عمهم بني سالم بن عوف سكان منطقة مسجد الجمعة كما تقدم، ولوادي رانوناء سد قديم يقع في وسط الحرة إلى الغرب من نخيل العصبة وقد وصله البنيان الآن ولا يزال الناظر في مكانه يرى آثار السد واضحة.
مسجد الجمعة
سبقت الإشارة إلى أن صلاة الجمعة فرضت والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة ولكنه لم يصلها لعدم الأمن وعدم السلطان، وأن المسلمين صلوا صلاة الجمعة في مسجد قباء بإمامة مصعب بن عمير وقيل أسعد بن زرارة فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ومكث أيامه في قباء وانتقل منها إلى المدينة ومر ببني سالم بن عوف منزل فيهم ثم أدركته الصلاة فصلى الجمعة في هذا المكان لأول مرة كما تقدم ونص أول خطبة خطبها صلى الله عليه وسلم في الجمعة: (الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس). انظر تاريخ الطبري ج2 ص 255، وأطلق على مسجد الجمعة هذا اسم مسجد عاتكة ردحاً من الزمن. انظر تاريخ المدينة لابن شبة، ج1، ص 68.

الصفحة 129