كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
13…
مما استدلت به كل طائفة بقصد إظهار حسن استنباط السلف الصالح للأحكام الشرعية من النصوص.
أولاً: استدل الجمهور لتفضيل مكة على المدينة بأن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه وأن الصلاة في مسجد المدينة بألف صلاة فيما سواه، وقالوا: إن التفضيل للعمل يدل على أفضلية البقعة التي وقع فيها.
واستدلوا أيضاً بأحاديث أخرى صحيحة منها حديث (إن مكة خير بلاد الله) (أحب بلاد الله إلى الله).
وغير ذلك كحديث الحزوزة المشهور.
ثانياً: استدل القائلون بتفضيل المدينة على مكة بأدلة منها ما رواه الإمام مالك في الموطأ (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لعبد الله بن عياش المخزومي: أنت القائل لمكة خير من المدينة؟ فقال عبد الله: هي حرم الله وأمنه وفيها بيته، فقال عمر: لا أقول في حرم الله وبيته شيئاً، أأنت القائل: لمكة خير من المدينة؟ فقال عبد الله: هي حرم الله وأمنه وفيها بيته.
فقال عمر: لا اقول في حرم الله وبيته شيئاً إلى ثلاث مرات).
وقيل: إن عمر اشتد عليه ورفع الدرة.
ومنها: ما ورد من الوعيد الشديد لمن أراد بأهلها سوءاً.
ورد في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي ص: ( ...
ولا يريد أحد أهل المدينة بسوءٍ إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء).
…