كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

136
وتقع هذه البئر شرقي طريق قربان القديم وهي الآن شرقي مبني الشؤون الصحية، ويمر إلى الجنوب منها قريباً الطريق الذي يربط بين طريق قربان والعوالي ويلتقيان في مثلث فيه إشارة مرور على الشفير الغربي لمجرى بطحان المطوي بالإسمنت، وأصبحت الأرض التي فيها البئر الآن في ظل مبنى معهد دار الهجرة التابع لعبد الباري الشاوي وكانت هذه البئر مغطاة سنين عديدة من طرف إدارة الحسبة بالمدينة ولعل ذلك بسبب ظهور ما يخالف الشرع عندها، أما الآن 15/ 11/1405هـ فغطاؤها قد كشف وقعرها بين إلا أنه لا ماء فيها، وقد رأيتها في عام 1378 هـ وشربت من مائها الملح نوعاً ما وقيل لي إن في مائها مادة معدنية تداوي المغص وآلام المعدة فوجدت ذلك صحيحاً - على الأقل في نفسي - وإلى شمالها مسجد غير أيري بل بناه خواجا شهاب الدين الغاواني حين آل إليه ملك هذه البئر وأرضها وذلك عام 882 هـ. فجعل عليها حائطاً حديقة وجعل لها درجاً ينزل منه إليها (1) وهي الآن بهذه الصفة.
ما جاء في بئر غرس
ذكر الزين المراغي في تحقيق النصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بئر غرس وهي تسنى على حمار بسحر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بدلوا من مائها فتوضأ منه ثم سكبه فيها فما نزفت بعد ذلك من غزارة مائها، وقد أسند هذه الرواية ابن النجار إلى أنس بن مالك رضي الله عنه.
__________
(1) انظر آثار المدينة للأنصاري، ص 246.

الصفحة 136