كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
137
وقال الزين المراغي في تحقيق النصرة إن أبا نعيم (1) روى وكذلك ابن النجار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت الليلة أني أصبحت على بئر من الجنة) فأصبح على بئر غرس فتوضأ منها وبزق فيها، وقيل أهدي له عسل فصبه فيها، وذكر ابن سعد في طبقاته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب من بئر غرس بقباء وبرك فيها وقال هي عين من عيون الجنة (2).
وذكر ابن سعد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال: (نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه)، وأنه كان يستعذب من مائها، وغسل من مائها، وروى ابن زبالة عن سعيد بن عبد الرحمن قال: جاء أنس بن مالك رضي الله عنه إلى أهل قباء فقال: أين بئركم هذه؟ يعني بئر غرس فدللناه عليها قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاءها وإنها لتسنى على حمار بسحر، فدعا بدلو من مائها فتوضأ منه ثم سكبه فيها فما نزفت بعد.
وهو موافق للحديث الذي سبقه وأعدته باعتبار مجيء أنس يبحث عنها (3).
تنبيه: قدمت الكلام على الجهة الجنوبية لأنها أول جهة جاء إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه مهاجراً، وأتبعها بالجهة الشرقية متيامناً كما تيامن النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة إلى جهة قباء.
__________
(1) تحقيق النصرة، ص 170
(2) الطبقات، ج1، ص 503
(3) وفاء الوفاء، ج3، ص 978.