كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
139
بأسهم بينهم شديد) (1) أما مشارف هذه الحرة على المدينة المنورة ففيها مساكن بني ظفر، وإلى الشمال منازل بني معاوية أهل مسجد الإجابة، وإلى الشرق منها منازل بني عبد الأشهل وهم قوم أسيد بن حضير وفي حيهم وقف وآلي لا يدخل ظلاً ما دام فيهم أحد لم يسلم فأسلموا جميعاً إلا الأصيرم الذي لم يسلم إلا يوم أحد وقاتل ودخل الجنة بعد الشهادة وليس له عمل غير القتال في سبيل الله، وإلى الشمال في الطرف الشمالي من الحرة منازل بني حارثة الذين كانت الحرة من هناك تسمى بهم، فيقال لها حرة بني حارثة. وقد قسم مؤرخو المدينة هذه الحرة إلى خمسة أقسام هي: منطقتان كان يسكنهما يهود بني النضير ويهود بني قريظة، وثلاث مناطق إلى شمالها كان يسكنها أحياء من الأنصار هم: بنو ظفر ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو زعور بن جشم، وهذا يؤيد أن معظم مساكن الأوس كانت في الجهة الشرقية من المدينة، ولا يزال التجول في هذه الحرة يشاهد أطلال الآطام وركام القصور وحجارة القرى والدور وقطع الفخار مما لا يدع شكاً للناظرين فيه بأنها كانت عامرة ومسكونة. أما الحرة الشرقية اليوم فهي مدينة مزدهرة بالفلل والقصور والحدائق والطرق والميادين والمراكز الحيوية للأمن والصحة والتعليم والأفران والمطاعم والأسواق ومحطات الوقود وقصور الأفراح وذلك نتيجة للأمن والرخاء الذي تنعم به هذه البلاد في ظل المملكة العربية السعودية وفي ظل الملك المسلم فهد بن عبد العزيز حفظه الله وأدام توفيقه.
__________
(1) سورة الحشر، الآية 14.