كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
143
لهم بأن يحملوا معهم ما يحمل البعير إلا السلاح، فسلكوا في طريقهم بطن الحرة الشرقية ووسط صرار ومروا بجبل تيأب وقد ورد ذلك في شعر أحد المنافقين حين رثاهم بقوله:
فإنك عمري هل رأيت ظعائناً سلكن على ركن الشظاة فتيأبا
عليهن عين من ظباء تبالة أوانس يصبين الحليم المجربا
إذا جاء باغي الخير قلن فجاءة له بوجوه كالدنانير مرحبا
أما طريق المسجد اليوم: فإنه يمكن الوصول إليه من الحزام من عند مستشفى المدينة الوطني تتجه إلى الغرب وتمر بصالة الرحاب للأفراح ثم تتياسر بعد نهاية سورها مع شارع وسيع فيه انحناءات وينتهي في المسجد أمامك لا مفر من اتجاهه، كما يمكن الوصول إليه من شارع العوالي ثم الطريق إلى اليسار بعد مستوصف الزهراء ماراً بمشربة أم إبراهيم وهي عن يسارك رأي العين، وبعد أن تتجاوز منازل القرية يبدو لك سور صالة مرحبا للأفراح فتتجه قبيله إلى اليمين مع نفس الطريق السابق وإذا بالمسجد أمامك زوعلى يمينك في مكان الوقوف عمارة حديثة، وعن يمين هذا الطريق ويساره حدائق غناء ودوالي العنب الوفراء، وترى ثم المناظر الجميلة الخلابة، فهناك سحر الطبيعة ونزهة الناظرين.
أما صفة هذا المسجد: فإنه مبني بالحجارة بناء قديماً وتعلوه قباب خمس منبسطة، وهو مرمم ونظيف والعناية به واضحة في فراشه وجداره ومرافقه المتوفرة له، وهو معروف لدى سكان تلك الحارة وبنفس الإسم الأثري،