كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

145
والمسلمون يدافعون عنهم مقابل ذلك، وملخص ما في الصحيفة أنها أعطتهم حق المواطنة الكاملة مع حرية الدين ولكن اليهود قوم غدر، وكانت منازل بني قريظة في الحرة الشرقية من بعد منازل بني ظفر، ويمر وادي مهزور بوسط منازل بني قريظة.
وبما أن يهود بني قينقاع غدروا بعهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر وصاروا يتعنتون على المسلمين ويقولون لا يغرنكم أنكم لقيتم قريشاً وهم قوم لا خبرة لهم بالحرب فذبحتموهم كالبقر أما نحن فإذا قاتلتمونا فستعلمون أنا نحن الناس، وفي يوم سوقهم جاءتهم امرأة مسلمة متحجبة فشاغبوها لتكشف حجابها واستغفلوها حتى شبكوا لباسها فلما قامت انكشفت عورتها، فقال: يا للمسلمين فجاء شاب من المسلمين فأخبرته بعبث يهود بحجابها الشرعي فضرب الشاب المسلم ذلك اليهودي السفيه كفاً فمات فثارت يهود على المسلم فقتلته فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخافوا وتحصنوا حتى هزموا فاستشفع فيهم ابن أبي المنافق، فشفعه النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فأطلقهم له وجلاهم عن المدينة.
وعرفنا في موضوع مسجد الفضيخ كيف نقض يهود بني النضير عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فغزاهم وأجلاهم أيضاً عن المدينة.
أما يهود بني قريظة فإن أمرهم أخطر وذلك أن حيي بن أخطب اليهودي النضيري بعد جلاء قومه جعل يحرض قريشاً وأحلافها وكنانة وهوازن وأعطى غطفان نصف تمر خيبر ليشترك الجميع في حرب مدمرة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم،

الصفحة 145