كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

15…
وفي صحيح مسلم (اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين).
وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة وهو بحرة السقيا في أرض لسعد بن أبي وقاص تقع بداخل سور السكة الحديدية الآن بباب العنبرية حيث يوجد مسجد السقيا، والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة وطرقها متعددة ورواياتها مختلفة وكلها واردة في الصحاح والسنن المعتمدة.
وخلاصة القول: إن المدينة من أحب البقاع إلى الله، وإنها دار الإيمان وإليها يأرز الإيمان في آخر الزمان , وعلى مداخلها حراس من الملائكة لا يدخلها الدجال ولا الطاعون وهي آخر مدن الدنيا خراباً وهي مضجع أفضل خلق الله ص ومهبط الوحي فلا يكاد يوجد فيها مكان إلا نزلت فيه آية أو آيات قرآنية أو ورد فيه حديث نبوي، وهي حرم الله ورسوله ص، وقد ورد الوحي بالوعد لمن صبر علي لأوائها ومن صلى في مسجدها ومن أكل من ثمرها وشرب من مائها، وجعل ترتبتها شفاء.
فطوبي لمن زارها ومشى في ربوعها غير منتعل ونزه خاطره في محاسنها فطالما اشتاق إليها المحبون وضحوا في سبيل زيارتها بأنس الأهل والبنين ونفيس المال.
دار الحبيب أحق أن تهواها ونحن من طرب إلى ذكراها
طابت فإن تبغ التطيب يا فتى فأدم على الساعات لثم ثراها
فالمدينة خير لهم وخير لنا فهي خير ومعصومة من الطاعون وقد طرد الله عنها الوباء إلى مهيعة (أي الجحفة قرية قرب رابغ على بعد ثماني عشرة كيلو…

الصفحة 15