كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
150
إلى وادي بطحان، وفي خلافة المنصور عام 156 هـ سال مهزور سيلاً عنيفاً أخاف الناس على المدينة وعلى المسجد النبوي حتى هرب الناس منه فخرج إليه الناس وحفروا لتحويل مجراه إلى بطحان وكانوا قد سمعوا أن له مصرفاً قديماً فلما حفروا وجدوا ذلك المصرف وفيه حجارة منقوشة فعرفوا أنه مصرفه القديم الذي كانوا يمسعون عنه، وهذا يعني أن أهل المدينة منذ القدم كانت لهم سدود تحجز الماء وردميات تحول مجاري السيل إذا خيف منها على الأحياء والمنازل وعلى المسجد النبوي الشريف بعد وصول المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
ودلتهم على مكان صرفه عجوز مسنة من أهل العالية قالت إنها كانت تسمع: إذا خيف على القبر من سيل مهزور فاهدموا من هذه الناحية، واشارت إلى القبلة فلما هدموا وجدوا مصرفاص قديماً تحت الوادي إلى بطحان وفي سيل مهزور وممره على مزارع في الحرة الشرقية حكم النبي صلى الله عليه وسلم لمن يمر به السيل بأن يمسكه حتى يصل الماء إلى الكعبين ثم يرسله ليسقي به غيره كما وقع في حكمه بين الزبير بن العوام وخصمه.
أما طريق مشربة أم إبراهيم في أيامنا هذه فهي طريق العوالي حتى مستوصف الزهراء ثم الطريق اليساري المتجه إلى صالة مرحباً للأفراح وعلى مسافة كيلو متر من مستوصف الزهراء ترى حائطاً على يسارك مغلقاً بداخله مبنى مسجد قديم هو مكان مشربة أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم التي ولد فيها وكانت هذه المشربة أحد بساتين مخيرق بني النضير التي أوصى بها للنبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم وذهب واستشهد في معركة أحد.