كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

152
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني ظفر في مسجدهم هذا ومعه عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وأناس من أصحابه رضوان الله عليهم فأمر قارئاً فقرأ عليه حتى أتى على قوله تعالى: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) (1) فبكى صلى الله عليه وسلم وقال: (أي رب شهيد على من أنا بين ظهراني فكيف بمن لم أر؟) (2).
ثم صار الناس فيما بعد يتبركون بالحجر الذي جلس عليه ثم أفرط الناس بعد ذلك حتى ارتكبوا البدع مما أدى إلى إزالة المكان سداً للذريعة إلا أنه مما ينبغي الإبقاء على اسم هذا المكان الأثري الذي ورد ذكره في السنة، وفي مجيء مصعب بن عمير إلى أسيد بن حضير وسعد بن معاذ يدعوهما وقومهما للإسلام، فحبذا لو سمي الحي أو الميدان أو الحديقة أو المستوصف بهذا الإسم الأثري: (بني ظفر - سعد بن معاذ - أسيد بن حضير) ويقع بين مكان مسجد بني ظفر وحيهم وبين البقيع اليوم حديقة والطريق المسمى بشارع الستين الذي تتوسطه الجزر وتحيط به الحدائق الجميلة بالورود والأزهار وكل ذلك صالح للتسمية بالإسم الأثري، وأصبح هذا المسجد وسط الطريق (شارع الملك عبد العزيز في أول صعوده مع الحرة).
__________
(1) سورة النساء، الآية 41.
(2) ابن شبة، ج1، ص 529.

الصفحة 152