كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

158
وادي رانوناء - ووادي جفاف - ووادي مهزور - ووادي مذينب (وقد تقدمت هذه الأودية) - ووادي الشظاة، ووادي قناة، ووادي العقيق وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله:
وادي الشظاة: ينحدر هذا الوادي من مرتفعات قرب الطائف أي بطول يزيد على 350 ميلاً ويخترق الكثير من الحرار ويلتوي بين الجبال يميناً ويساراً حتى يصل إلى وادي العاقول الذي عملت فيه النار البركانية التي وقعت بعد زلزال قبيل المهد والذي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى الشام وخاطت النساء الثياب على ضوئها في غزة فلما وصلت إلى حدود حرم المدينة توقفت تلقائياً وهي من اشراط الساعة الصغرى التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن هذا السد الذي عملته هذه النار في العاقول ظلت السيول تحفر عن يمينه ويساره حتى أحدثت طريقاً من جديدا ولكن صار مجرى الوادي شمال مجراه الأول قبل هذه النار الذي أصبح تعلوه عقدة ضخمة من الحرة ذات الحجارة المحترقة ثم يمر سيل وادي الشظاة في السهل الممتد شمال الحرة الشرقية من العريض حتى جنوبي جبل الرماة حيث يلتقي سيله مع وادي قناة الذي يقع بين جبل الرماة وقبور شهداء أحد والذي أصبح مسقوفاً بالأسفلت ولا يظهر مجراه إلا بعد ساحة الشهداء من الناحية الغربية حيث يبدو من الجسر المقام عليه، وعلى وادي الشظاة وقناة جسور حديثة تمر من فوقها طريق المطار ويعبر الشظاة عند محطة الزغيبي ثم يعبر قناة بعد قصر الأمل للأفراح وقبيل جبل تيأب.

الصفحة 158