كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
160
وكانت فيها منازل بني النضير من جهة قصر الأفراح (صالة الرحاب) ثم منازل بني قريظة التي تصل مزارعها وحدائقها إلى حرة زهرة قبيل العريض.
وكانت بها منازل بني ظفر ومسجدهم الأثري، ومنازل بني معاوية ومسجدهم (مسجد الإجابة) ومنازل بني عبد الأشهل وكلها أحياء من الأوس تقع في الحدود الغربية لأحلافهم في الجاهلية (يهود بني النضير وقريظة) وبطرفها الشرقي الشمالي منطقة العريض وفيها موقعة الحرة.
وفيها أغار أبو سفيان - قبل إسلامه - على حديقة لأحد الأنصار وقتل حارسين وحرق نخلاً وهرب مخافة أن يلحقه المسلمون وصار يرمي زاده من السويق ليخفف رحله فسميت الغزوة في مطاردته بغزوة السويق.
وبغربي الصديق والمسلمون وهزموهم، وفيها وصل عمر في دورياته إلى خيمة وجد فيها الأطفال الذي تخادعهم أمهم بتحريك الحجارة في المرجل على النار فحمل إليهم الدقيق على كتفيه وعجن وخبز وأطعمهم نياماً فيسندهم على فخذه كما تفعل الأم الحنون ثم رتب للخيمة ما يكفي وكان ذهابه وغيابه ليلاً ومشياً على الأقدام فرضي الله عن عمر وأرضاه، وفي الحرة الشرقية هذه يوجد مسجد الفضيخ ومشربة أم إبراهيم وقد بينت موقع كل واحد في موضوعه الخاص به.
وبهذا أنهيت الكلام على الحرة الشرقية بل وعلى الجهة الشرقية للمدينة المنورة ولكني لم أخرج فيها عن حدود حرم المدينة ولم أخرج أيضاً إلى ما ليس معروفاً أو ممكناً التعارف عليه.