كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

162
بئر حاء
تقع هذه البئر شمالي المسجد النبوي الشريف في المنطقة المعروفة الآن بباب المجيدي على بعد 84 متراً من المسجد النبوي كما تقع شرقي فندق قصر المدينة، وعلى هذه البئر منذ أن رأيتها عام 1378 هـ بناء مسقوف وفيه نافذة من الجنوب يمكن النظر منها إلى البئر داخل البناء، وفي هذا العام 1405 هـ.
وجدت تلك النافذة وأغلقت بصندوق من الورق، ولا يزال بالقرب من البئر إلى الشرق منها نخلة أو نخلتان من بقايا البستان الذي كانت تقع فيه، ورأيت مكتوباً على جدران البيوت من حولها الأمر بمراجعة أمانة المدينة مع اصطحاب صكوك التملك لأنه تقررت إزالة هذا الحي لمشروع توسعة الحرم، وأما ما كان شرقيها من الحي فقد أزيل وأصبح موقفاً للسيارات فحبذا لو سمي باسم بئر حاء.
وفي هذا البستان الذي تقع فيه هذه البئر كانت توجد دار أم سليم بنت ملحان وزوجها أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما، وذكر السيوطي في الخصائص الكبرى أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً فيقيل عندها على ذلك النطع قال: فإذا قام صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجعلته في قارورة ثم جمعته في سك، وقال: فلما حضرت أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك (1)، وفيه أيضاً:
__________
(1) وفاء الوفاء، ج3، ص 881، وعزاه السيوطي في الخصائص لمسلم وأبي نعيم والبيهقي والبزار وأبي يعلى والدارمي، انظر ج1، ص 66.

الصفحة 162