كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

167
فلما وصل إليه قال له يا ابن صياد قد خبأت لك خبئاً فقال ابن صياد هو الدخ ولم يستطع أن يقول الدخان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (اخسأ فلن تعدو قدرك) فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنقه فقال صلى الله عليه وسلم (إن يكنه فلن تسلط عليه وإلا يكنه فلا حاجة لك في قتله).
وقد أزيلت الحديقتان وحل محلهما العمران كما أزيل الحي الذي كان بغربي البئر وتحول إلى موقف للسيارات، وبقي بداخل السور الذي به بئر بضاعة شجيرات لا تزال مشاهدة وهي ما بقي مما يدل على أنه كان ثم بساتين.
وآل ملك البئر وحديقتها اليوم إلى الشريف شحات والشريف ناصر بن الشريف علي آل جيارة وجعلاها وقفاً، وبعد زوال الحديقة قام ناظر هذا الوقف وهو الشريف زيد بن شحات بحكرها ثم خططها فبنيت في ارضها العمارات والمباني، وظلت البئر في داخل عمارة، وكان هذا الناظر يسهل الدخول لمن أراد مشاهدة هذه البئر وجعل أمام البئر بركة حديثة وديواناً.
وطريق هذه البئر: شارع السحيمي ثم التيامن من عند حديقة سقيفة بني ساعدة فموقف السيارات الواقع بين السبيل وبئر بضاعة التي يطل حائطها على هذا الموقف من الشرق.
أطم أبي دجانة
امتازت المدينة المنورة قديماً بأطمها وحصونها التي يعجز العدو عن اقتحامها، وكان أهل المدينة يدخلون أهليهم في هذه الآطام المنيعة التي

الصفحة 167