كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

172
سلمة بن الأكوع وصرخ نذيراً بأخذ عيينة بن حصن للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع الناس صراخه فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة الغابة وقد سبق سلمة الخيل على قدميه وناوش العدو بالرماية فكلما قتل منهم قتيلاً وضع عليه حجراً فإذا ما طاردوه أعياهم عدواً ويقول لهم: أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع، تعلمون والله إنكم لا تلحقونني.
حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وكان عيينة بن حصن والفزاريون معه هربوا وتركوا ما بأيديهم فقسمه النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة في أصحابه وفرض لسلمة بن الأكوع سهمين لسبقه الخيل على رجليه لأنه كان عدائي العرب، وقد قمت بزيارة لهذا المكان في 10 شوال من هذا العام 1405 هـ ولاختناقه بالعمران ظننت أنه اختفى ولكن بعد تأمل وجدت المسجد في حجم الحجرة، وبناؤه بالحجر من الطراز القديم وله محراب غير واضح البروز وحوله حوش مفتوح الباب يصعد له ببضع درجات.
ثنية الوداع الشمالية
أما ثنية الوداع الشمالية فقد أزيل المسجد الذي كان مقاماً عليها ردحاً من الزمان لتوسعة مثلث شارع سلطانه والعيون وسيد الشهداء سيدنا حمزة وقد بلغني أن أمانة المدينة تنوي إقامة مسجد حوله بدلاً منه، وقد بقيت كدية صغيرة من هذه الثنية وبوجودها ظلت ثنية الوداع الشمالية لها معلم مشاهد ومعروف بخلاف ثنية الوداع الجنوبية فقد جهلت عند العامة مع بقاء عينها وعدم إزالتها، وقد كسر جبل سلع من غربي ثنية الوداع الشمالية حتى ابتعد

الصفحة 172