كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

173
عنها بشكل يخيل للمشاهد الآن أنها لم تكن متصلة به، وقد أزيلت هذه الكدية في هذه الأيام (شهر المحرم أول عام 1406 هـ).
" كتابة أثرية كانت على الصخر الجداري لجبل سلع " كانت توجد كتابة منقوشة في صخور جبل سلع من الناحية الشرقية يراها من وقف عند ثنية الوداع الشمالية وكانت هذه الكتابة واضحة ومقروءة نوعاً ما وقد شاهدتها بعيني مرات ومرات ووقفت عندها وتأملتها، وقد ذكر كثير من كتب تاريخ المدينة قديماً مثل صاحب مرآة الحرمين وحديثاً مثل عبد القدوس الأنصاري بأن هذه الكتابة بخط أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي أقرب إلى الخط الكوفي ونصها: " أمسى وأصبح عمر وأبو بكر يشكوان إلى الله من كلما يكره " " يقبل الله عمر الله يعامل عمر بالمغفرة ".
وقد أزيلت هذه الكتابة وأزيل الركن الشرقي من سلع وأقيمت عمارات ضخمة في محل ذلك.
أما تسمية جبل الراية بجبل ذباب فقد قدمت في الكلام على سبب اتخاذ الإمام للمقصورة في محراب المسجد النبوي الشريف أن مروان بعث ساعياً إلى اليمن فتظلم منه رجل اسمه دب أو ذباب وكان خبيث النفس فقال لأقتلن من بعثك إلى فجاء وضرب مروان وهو في المحراب فلم يغن شيئاً فأمر مروان بسجنه ثم أمر بقتله سراً وصلبه على جبل الراية فأطلق عليه بعد ذلك اسم ذباب.
__________
(1) ابن شبه، ج1، ص 62.

الصفحة 173