كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
174
مسجد الشيخين
إن أجمة الشيخين تعني نتوءاً في الحرة الشرقية من جهة بني حارثة بالقرب من نهايتها في السهل، وبأجمة الشيخين نزل النبي صلى الله عليه وسلم في ذهابه إلى غزوة أحد بعد أن صلى الجمعة في مسجده ثم صلى العصر والمغرب والعشاء عند أجمة الشيخين وبات ليلته ثم، واستعرض جيشه عندها ورد من استصغر من الصحابة سناً ومنهم أبو سعيد الخدري.
وعند أجمة الشيخين رد النبي صلى الله عليه وسلم كتيبة اليهود التي جاء بها عبد الله بن أبي المنافق وهم من أحلافه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نستعين بالمشركين على المشركين " وعندها أيضاً عاد عبد الله بن أبي بمن أطاعه من المنافقين وهم ثلث الجيش متذرعاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك رأيه عند المشورة في الخروج لأحد وعمل برأي غيره ولكن الحقيقة يمكن استخلاصها بعد الربط والتحليل بأن رجوع ابن أبي كان عندما خاب تدبيره وذلك أن المشركين معهم ابن عمه أبو عامر الفاسق الذي اتفق مع ابن أبي على اصطحاب جيش من اليهود بدعوى مساعدة المسلمين وبعد بدء المعركة ينضم ابن أبي بمن أطاعه من المنافقين ومن جاء به من يهود إلى أبي عامر الفاسق مع المشركين، فلما رفض النبي صلى الله عليه وسلم الإستعانة باليهود أيقن ابن أبي بفشل مخططه وشعر بالخيبة فقرر أن يضرب بالتي يستطيعها وهي الإنسحاب بمن معه ليقل جيش المسلمين ولتحصل ربكة وخلخلة في صفوف المسلمين في اللحظة الأخيرة قبل لقاء العدو ولكن الله