كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

176
ثانياً: أنه يعرب إعراب الممنوع من الصرف مع لزوم الياء فيرفع بالضمة الظاهرة وينصب بالفتحة الظاهرة أيضاً ولكنه يجر بالفتحة نيابة عن الكسرة قال ابن بونة:
كذا الذي سموا به منه رفع واعربه مانعاً لصرفه تطع
وما قيل فيه يقال أيضاً في البحرين إذ كل واحد منهما مفرد ورد بصورة المثنى، إلا أن الشيخين الذي هو اسم جبل ورد فيه البناء على الكسر مع لزوم الألف (الشيخان).
وعلى جبل عينين هذا أوقف النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جبير في خمسين من الصحابة هم "الرماة " وذلك يوم معركة أحد لكي ينضحوا عنه الخيل فإنها لا تصمد للنبل، وبالفعل فقد حاولت خيل المشركين الإعارة على المسلمين من الخلف فصدهم الرماة ثلاث مرات فلما نزلوا ولم يبق منهم إلا رهط يسير التفً عليهم خالد بن الوليد في خيول المشركين وقتلوهم وهجموا على المسلمين من خلفهم فصار عبد الله بن جبير يقول اللهم إني أبرأ إليك مما فعل هؤلاء وما فعل هؤلاء. يعني المشركين ويعني المخالفين من الرماة أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنذ لك الوقت أصبح هذا الجبل يعرف بجبل الرماة فهو اسمه الإسلامي وفي ركن هذا الجبل الشرقي الجنوبي أصيب حمزة رضي الله عنه رمية وحشي، وفي شرقيه سقط شهيداً ودفن ثم حتى سنة 46 في خلافة معاوية حيث نقل هو ومن معه بسبب الماء الذي جرف قبورهم وقد كان في مكان قبره الأول بناء عتيق بالحجارة وفي قبلته محراب منهدم وهو من بناء

الصفحة 176