كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

198
فبدت رئته ثم عاد عنه وهو يقول: " أنا ابن ساقي الحجيج " ثم استأصلوا أهل اللواء حتى سقط على الأرض فحملته جارية لهم.
قال ناظم المغازي:
واستأصلوا أهل اللوا فانهزموا وشمرت عن سوقهن الحرم
أما كيف قتل فقد قص ذلك وحشي على النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة حين سأله كيف قتلت حمزة فقال: إن سيدي جبير بن مطعم قال لي إن قتلت حمزة الذي قتل عمي طعيمة بن عدي يوم بدر فأنت حر، فانتظرت حمزة الذي شد على سباع بن عبد العزى القرشي الذي طلب المبارزة وقال له: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور " أي خافضة النساء " أتحاد الله ورسوله وضربه فكان كأمس الدابر فكمن له وحشي في قعر شجرة شرقي جبل الرماة وإلى الجنوب قليلاً فلما اقترب حمزة منه وكان لا يراه فسدد إليه حربته وكان حبشياً رامياً فاصابت الحربة حمزة في ثنته (1) حتى خرجت من بين فخذيه فاتجه حمزة رضي الله عنه نحو مصدر الرمية حتى ظن وحشي أنه قد هلك إن وصل إليه وبه حياة فلما اقترب منه سقط شهيداً.
فلما قص ذلك وحشي على النبي صلى الله عليه وسلم قال ويلك حول وجهك عن وجهي واخرج عني، لا أراك بعدها، وصار عمر رضي الله عنه كلما مر عليه وحشي
__________
(1) ما بين السرة والعانة.

الصفحة 198