كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

20…
رأسه السقف، وعمل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في بناء المسجد ونقل مع أصحابه اللبن في ثيابه.
وضرب له اللبن في بقيع الخبخبة أي في مكان عمارات الأوقاف التي تقع شرقي شارع أبي ذر شرقي الرومية، وبرز في بناء المسجد طلق بن علي من أبناء اليمامة حتى قال فيه النبي ص: (دعوا اليمامي والطين فإنه أصنعكم للطين) وفي رواية (دعو اليماني بدلاً من اليمامي).
وكانت سواري المسجد مفي عهده ص من جذوع النخل وسقفه من جريد وخوص ليس على السقف كثير طين فإذا نزل المطر امتلأ المسجد طيناً.
وكانت مساحته مائة ذراع في مائة ذراع وجعل دوره الشريفة من جنوبه الشرقي والشرق والشمال وليس منها شيء غربي المسجد النبوي الشريف وكانت أبواب حجراته الشريف شارعة في المسجد، هكذا بدأ المسجد النبوي الشريف.
أما أول مكان نزل فيه المصطفى ص عند قدومه ممن قباء فهو بيت أبي أيوب الأنصاري الذي كان موازياً للركن الجنوبي الشرقي للحرم النبوي الشريف على بعد خمسة عشر متراً تقريباً مقابل مكتبة عارف حكمت شرقاً بينهما الطريق وظل بيت أبي أيوب الأنصاري معروفاً ومكتوباً فوق أبواب الدكاكين التي في أسفله (هذا بيت أبي أيوب الأنصاري) نقشاً بالحجارة.
ولكن في عام 1405 هـ شملت توسعة المملكة العربية السعودية جميع الحي الواقع بين الحرم والبقيع فأزيلت دار أبي أيوب في هذه التوسعة ضمن…

الصفحة 20