كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
201
يوجد جبل في المدينة يسمى جبل ثور وهو جبل أحمر صغير قائم كالثور خلف جبل أحد فإذا ما ذكر ثور مضافاً إلى جبل كان ذلك جبل ثور بالمدينة، أما الذي بمكة فهو ثور غير مضاف إلى جبل وبهذا يزول الإشكال إن شاء الله تعالى، وقد ورد في الحديث النبوي أنه صلى الله عليه وسلم حرم ما بين ثور وعير تقدم في الكلام على حدود حرم المدينة، ويمر بالشمال من جبل ثور هذا طريق المطار المتجه إلى جدة والمار بمدينة الحجاج، ومروره خلف هذا الجبل مقصود ليتمكن غير المسلمين من السير معه خارج حدود المدينة ولهذا أطلق عليه العامة " شارع الخواجات " اي النصارى فيا ليته سمي بطريق الحل - حتى يعرف المسلمون ممره.
جبيل تيأب
يقع هذا الجبيل إلى الشرق من جبل أحد ويمر عليه الآن شارع المطار من المدينة وقد أزيل كثير من هذا الجبيل من أجله، كما يقع عليه الآن خزان ماء تابع لمصلحة مياه المدينة، وعند هذا الجبيل نزلت غطفان في غزوة الخندق، فجهته تعتبر علواً بالنسبة للمدينة قال تعالى: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم) (1) من فوقكم أي اليهود وغطفان، ومن أسفل منكم يعني قريشاً في بئر رومة، وقد مر على هذا الجبيل بنو النضير بعد إجلائهم من المدينة وقد رثاهم أحد المنافقين بقوله:
__________
(1) الأحزاب: الآية 10.