كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
202
فغنك عمري لو رأيت ظعائنا سلكن على ركن الشظاة فتيأبا
عليهن عين من ظباء تبالة أوانس يصبين الحليم المجربا
إذا جاء باغي الخير قلن فجاءة له بوجوه كالدنانير مرحبا
ويسمى هذا الجبيل أيضاً ثيباً وتيباً وقد أخطأ البعض في ظنه أنه ثور، فثور معروف وتيأب معروف.
الخندق
إن من أهم معالم المدينة وأعظمها على الإطلاق الخندق الذي يعتبر من الخطط الحربية التي سبق المسلمون العرب إلى عملها، وبما أن المدينة المنورة محاطة بتحصينات طبيعية من شرقيها وجنوبيها وغربيها لما يحيط بها من حرار وعرة لا مطمع للجيوش في عبورها ومع ما يتخللها من قرى ومزارع ونخيل مما يشتت ويبعثر اي جيش يفكر في الإتيان منها، ولكن الجهة الشمالية مدخل عسكري مكشوف وغير محصن ولم تغز المدينة على مدى العصور إلا منها فقد غزاها تبع من هناك وغزاها جيش نبي الله داود منها وجيش نبي الله موسى منها كما جاء منها المشركون في غزوة أحد وحاولوا الهجوم منها في غزوة الأحزاب فلهذا كان لازماً أن تحصن هذه الجهة فحصنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بالخندق فحفره من نهاية الحرة الشرقية عند أجمة الشيخين شرقي ما يعرف به الآن بمسجد المستراح حتى ثنية حرة بني سلمة إلى الشرق من القبلتين بطول 2725 متراً وبشكل قوس منفرج، وعمل فيه الف وخمسمائة من المسلمين بالفؤوس والمعاول وغيرها من الآلات التقليدية، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لكل