كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
207
كان أمراً أمرك الله به فافعل ما تشاء وإن كان أمراً عملته من أجلنا فلنا فيه الرأي فقال صلى الله عليه وسلم بل هو شيء صنعته لكم رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة. فقالا يا رسول الله لقد كنا نحن وإياهم على الشرك فوالله ما أكلوا من تمرها إلا قرى الضيف أو ما اشتراه المشتري، أما وقد من الله علينا بالإسلام فوالله ما نعطيهم إلا حد السيف. فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أرسل صلى الله عليه وسلم إلى يهود بني قريظة عبد الله بن رواحة والسعدين ليتأكدوا من نواياهم ويجتلوا أمرهم فوجدوهم عصلاً مصرين على الغدر ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أنه قرب نهايتهم، وبهذا محص النبي صلى الله عليه وسلم عدوه وعرف جهات الخطر. ويمكن أن نلخص أسباب غزوة الخندق في الأمور التالية:
1 - العداوة التقليدية من مشركي قريش.
2 - الحقد اليهودي والغدر والخيانة من طبيعتهم.
3 - الإرتزاق والمتاجرة بالحرب كما هو شأن غطفان.
وبما أن جهة الخندق معروفة وممره يكاد يكون محققاً من أجمة الشيخين يمر وسط حي النصر ثم غربي مدرسة حسان بن ثابت ثم مع الشارع الفسيح فإلى اليمين فإلى طرف الحرة من غربي النخيل.
فحبذا لو جعل الحزام الذي سوف يربط الحرة الغربية بالشرقية في مكان الخندق وسمي باسمه مع أنه يوجد رسم لبداية وممر ونهاية الخندق في هذا الكتاب، وفي كتاب علي حافظ (فصول من تاريخ المدينة).