كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
209
بشكل لا نظير له في حياة البشرية، وحاولت خيول المشركين أن تقتحم الخندق ووثبت من فوقه فلم تستطع ذلك حيث وقع نوفل بن عبد العزى مع فرسه في الخندق فانكسر ظهر الفرس في وسط الخندق وانهال المسلمون على عدو الله بالحجارة فصار يصيح يا معشر العرب أتقتلوني بالحجارة كما يقتل الكلب هلا قتلتموني بالسيف فنزل إليه أحد المسلمين وقتله بالسيف، ودفع إخوانه الدية للمسلمين لكي يعطوهم جثته فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطائهم جثته وعدم أخذ الدية وقال " خبيث الجثة خبيث الدية " وأخذ الفقهاء من هذا أن الكافر بعد موته يظل نجساً كما كان في حياته الذي يدل له قوله تعالى: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا).
كما استطاع عمرو بن عبد ود العامر الفارس المشهور الوثوب من فوق الخندق بفرسه في مكان غفل المسلمون عنه ثم وقف بالغرب الشمالي من مسجد الفتح ونادى يا أصحاب محمد أخرجوا إليً من يبارزني فأعجله على الجنة التي تزعمون أو يعجلني على النار التي تزعمون. ولشدة الخوف انتظر الصحابة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبا بكر رضي الله عنه قام وقال أنا له يا رسول الله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس ومتعنا بنفسك. فقام علي بن أبي طالب وكان عمره يزيد قليلاً على العشرين سنة فقال أنا له يا رسول الله فقال له اجلس يا علي إنه عمرو، فتبجح عدو الله وقال ألم تكن الجنة والنار التي تزعمون حقاً أخرجوا إلى رجلاً منكم أعجله أو يعجلني على ما تزعمون. فقام علي مرة أخرى فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يا علي إنه عمرو فقال علي ولو كان