كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

21…
هذا الحي، وإلى الجنوب منها تقع دار جعفر الصادق على بعد أمتار منها وهي باقية حتى الآن ولكنها داخلة في المرحلة القادمة من التوسعة لعام 1406 هـ.
وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم موضع مسجده بركت الناقة ووضعت جرانها على الأرض في مكان منبره الشريف فجاء زعماء الخزرج يتسابقون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكل واحد منهم يقول يا رسول الله أنا أحق بأن تنزل عندي فيذكر قرابته وخؤولته فانسل أبو أيوب رضي الله عنه وأخذ الرحل من فوق الناقة وأسرع به إلى منزله فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ابتسم وقال (المرء مع رحله).
ولما بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده الشريف جعل رجالاً على زواياه ليعدل القبلة فجاءه جبريل عليه السلام وقال بيده هكذا فأماط كل جبل بينه وبين الكعبة ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة وبعد وضع القبلة قال جبريل بيده هكذا مرة أخرى فعاد كل جبل إلى مكانه.
ويقع المسجد النبوي في وسط وادي مهزور وكان سيله يمر به قبل أن يحول إلى بطحان، وقد يكون هذا التعديل بعد خيبر.
قبلته صلى الله عليه وسلم إلى الشام
من خلال ما ذكرنا من وضع النبي صلى الله عليه وسلم لقبلة مسجده الشريف وهو ينظر إلى الكعبة قد نحس بأن قبلته كانت إلى الكعبة الشريفة عند قدومه المدينة وأنها حولت إلى بيت المقدس وعندئذ صار النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقلب وجهه…

الصفحة 21