كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

213
ماذا سيفعل بهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم بأبي لبابة لأنه كان من حلفائهم قبل الإسلام وحاول اليهود استغلال عاطفته ولكن الله سلم، ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم فيهم سعد بن معاذ زعيم الأوس لأنه غضب لما ألح ابن أبي على الرسول صلى الله عليه وسلم في إطلاق حلفائه يهود بني قينقاع، فجيء بسعد بن معاذ راكباً على حمار فلما انتهى إلى معسكر المسلمين قال الرسول صلى الله عليه وسلم " قوموا إلى سيدكم " فقال علي يعنيكم يا معشر الأنصار، وتلك إشارة من علي رضي الله عنه بأن سيد المهاجرين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بل سيد البشر جميعاً، فحكم سعد رضي الله عنه فيهم بقتل الرجال وكانوا سبعمائة أو ثمانمائة رجل، وأن تسبى نساؤهم وأطفالهم فقال له قومه استوص بحلفائك فقال والله لا أحكم فيهم إلا بهذا الحكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات، وخندق النبي صلى الله عليه وسلم لدمهم في طرف سوق المدينة الجنوبي الشرقي بين المصلى ومنازل بني زريق أي في مكان دورات المياه اليوم التي أمام باب السلام، وذبحهم هناك وذبح معهم امرأة واحدة كانت قالت لزوجها أثناء الحصار والله لا يتزوجني بعدك أحد من أصحاب محمد قال لها وكيف ذلك وقد فتح الحصن لهم وأصبحت من سبي النساء فقالت ها هو رجل منهم جالس تحت الحصن سألقي عليه حجراً يقتله فأقتل به قصاصاً فنفذت قبحها الله ما وعدت به زوجها، فلما ذبح قومها نودي باسمها وكانت جالسة عند عائشة رضي الله عنها وقالت عائشة ما كنت أظنها التي نودي باسمها للقتل لما كنت أرى من رباطة جأشها

الصفحة 213