كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

215
وأنه لا سبيل لهم إلى الوصول إلى المسلمين، وكانت قيادة الكفر عند قريش فاليهود وغطفان تبع لهم.
2 - نعيم بن مسعود الأشجعي نم بين اليهود وقريش حتى شكك كل فريق في الآخر فأوهم يهود بأنه صديق لهم وهم لم يعلموا بإسلامه وقال لهم إن قريشاً منازلها بعيدة ويريدون أن ينشبوا الحرب بينكم وبن محمد ويذهبون إلى ديارهم ويتركون بينكم وبين محمد فيقتلكم، وإن أردتم أن تسلموا من هذا الفخ فاطلبوا من قريش أربعين شاباً رهينة حتى لا ينسحبوا عنكم فقالت يهود نفعل، ثم ذهب إلى قريش وهو صديق لهم ولم يعلموا بإسلامه وقال لهم: إن يهود غدر وندموا على نقض عهد محمد ويريدون أن يأخذوا منكم أربعين شاباً باسم رهائن ليعطوهم لمحمد يقتلهم فيكسبون بذلك رضاه، فلما طلب يهود من قريش الرهائن قالت قريش: صدق نعيم والله لا نعطي أبناءنا.
وقالت يهود صدق نعيم والله لا ندخل حرباً ضد محمد فسمعت بذلك غطفان فانسحبت، وهكذا أدرك نعيم ما فاته من قدم الإسلام بتشتيت كلمة المشركين بعد أن قال له النبي صلى الله عليه وسلم خذل عنا ما استطعت وأذن له أن يقول ما يشاء، فالعمل على تشتيت كلمة المشركين كان من أعظم الجهاد في سبيل الله.
3 - قطع إمدادات الطعام التي كانت تصل المشركين من عند يهود قريظة فصار المسلمون يتعرضون لها ليلاً ويأخذونها إلى المسلمين مما جعل

الصفحة 215