كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
218
(ما وعدنا الله ورسوله إلى غرورا) إلى جانب هذا كله كانت تقع معجزات نبوية عبر أيام الخندق تقوي الطاقة الإيمانية في نفوس المسلمين وتجعل الأمل في نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أمراً يقينياً كما وقع، ومن هذه المعجزات:
1 - أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه جاء في يوم من أيام الخندق إلى زوجته وقال لها: لقد رأيت الجوع في عيني الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شد حجراً على بطنه من الجوع فهل عندك من شيء، فقالت له عندنا عناق أي جفرة وصاع من شعير فاذهب فادع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشرة من أصحابه وكلمه فيما بينك وبينه ولا تدع لي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم فإنه ليس عندي من الظل ولا الطعام ما يكفي المهاجرين والأنصار، فذهب جابر وكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبينه بالدعوة إلى الغداء هو وعشرة من أصحابه وأن عنده عناقاً وصاعاً من شعير فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ونادى في المهاجرين والأنصار: إن جابراً يدعوكم إلى الغداء، فعاد جابر إلى زوجته مذعوراً وقال لها: لقد وقع ما كنا نحذر لقد دعا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار على الغداء فقالت له أو ما قلت له إن عندنا عناقاً وصاعاً من شعير فقال لها بلى قالت له دعه فإن ربه لن يضيعه، وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم بأن يتركوا البرمة على النار حتى يجيء ففعلوا فلما جاء هو والمهاجرون والأنصار الذين استجابوا لندائه صلى الله عليه وسلم فبارك الله لهم في ظل عريش وحجرة جابر حتى وسعهم الظل، ثم جلس المصطفى صلى الله عليه وسلم عند البرمة وهي تغلي وأخذ