كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

219
المغراف بيده الشريفة ونادى الجارية وأمرها أن تفت خبزة في الجفنة فجعلت تفت فيها والنبي صلى الله عليه وسلم يغرف فيها من اللحم والمرق ولكما غرف ازدادت البرمة مرقاً ولحماً وقد شاهدت الجارية ذلك فشغلها عن الإنتباه للخبزة، وكلما امتلأت الجفنة نادى عشرة من أصحابه فأكلوا حتى شبعوا إلى أن شبع المهاجرون والأنصار الذين تواجدوا في ذلك المكان ثم صب الباقي في الجفنة فامتلأت فقال: كلوا يا آل جابر وتصدقوا، فمكث عندهم ذلك الطعام فترة من الزمن وهو لم ينفد.
2 - اعترضت صخرة في حفر الخندق للعشرة الذين كان فيهم سلمان الفارسي في شمالي جبل الراية فلما أخبر بها صلى الله عليه وسلم جاء بنفسه وضربها بالمعول فطارت منها نارٌ أضاءت قصور كسرى، وضربها ثانياً فطارت نار أضاءت قصور قيصر كأنها أنياب الكلاب ثم ضربها ثالثة فطارت نار أضاءت له قصور صنعاء وأخبر بأن الله سيفتح ذلك كله على يد أمته ثم تحولت الصخرة إلى كثيب مهيل.
3 - هزيمة جيش جرار أعد العدة العظيمة للحرب وحزب لها الأحزاب الجمة واكترى عدداً كبيراً من المرتزقة، وانحاز إليه اليهود ونقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوة تيقنهم بنصر هذا الجيش والقضاء التام على الإسلام، وتجشهم هذا الجيش المفاوز والصحارى المهلكة، وفي آخر أمره يهزم بجنود لم يرها المشركون ولم يرها المسلمون إلا النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبر عنها بالوحي وانسحب الجميع خائبين ولم تفكر قريش بعد ذلك في غزو المدينة ولا في لقاء النبي صلى الله عليه وسلم في المعارك.

الصفحة 219