كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

226
السقيفة: إن اسم السقيفة أصبح علماً بالغلبة على سقيفة بين ساعدة التي بويع فيها الصديق رضي الله عنه بالخلافة، ويقع مكان السقيفة اليوم في نهاية شارع السحيمي وعلى يسار المتجه غرباً حيث صارت حديقة جميلة في مكان السقيفة وأطلق عليها اسم (حديقة السقيفة) وهو عمل طيب تشكر عليه أمانة المدينة حيث جعلت لكل مسلم قرأ عن السقيفة فرصة التعرف على مكانها وهو شيء نرجو أن توفق أمانة المدينة له في كل مكان أثري وقد أدركت بئر بني ساعدة وقربه سقيفة في مكان السقيفة وكان الأتراك قد عملوا على أن يبقى بناؤها على شكله الأثري وكان هذا البستان منخفضاً جداً عن سطح ما حوله من الأرض وكان في نهايته الغربية مقر مركز الباب الشامي الذي أزيل في توسعة الشارع وعلى الغرب القريب منها يمر النفق الذي أصبح طريقاً ذا ممرين تحت الأرض، وقد افاد هذا النفق إفادة كبرى حيث جنب الذاهبين والقادمين إلى المسجد النبوي خطورة السيارات وازدحامها وفي هذه الحديقة بويع الصديق بالخلافة، كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم لما توفي اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة عند زعيمهم سعد بن عبادة رضي الله عنه يبحثون فيمن سيكون الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلم بذلك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فأسرعا مخافة الإنشقاق بين صفوف المسلمين ودار الحوار السياسي الشرعي وأدلى كل برأيه بحرية فقال سعد منا أمير ومنكم أمير فقال الصديق: نحن الأمراء وأنتم الوزراء وأورد ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم في أن الخلافة في قريش، ولرسوخ الإيمان ونضج العقول وعدم الخلود إلى الأرض لم تمض سويعات حتى اتفقت

الصفحة 226