كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

228
صلى العيدين أربع سنين في مكان المصلى هذا، ويقع هذا المسجد الآن بين جناحي النفق الذي تقدم ذكره، والذي كان يهدد حفره بزوال هذا المعلم الأثري ولكن جزى الله المسؤولين خيراً حيث عملوا على تنفيذ النفق وبقاء المصلى على بنائه الحجري الأثري وقبابه الجميلة، مع صيانته ونظافته وترميم من حين لآخر وإقامة الصلوات فيه فجزاهم الله خيراً.
وإلى الشمال الغربي يوجد مسجد أصغر من مسجد المصلى ولكنه مبني بنفس البناء وهو قريب منه حيث يفصل بينهما الطريق فقط، ويطلق على هذا المسجد منذ القدم مسجد أبي بكر الصديق، ومحله مذكور في الأماكن التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العيدين، وذكر أنه اتخذه مصلى في العام السادس من الهجرة حيث زحفت البيوت على مكان مصلاه الأول ولهذا كان أبو بكر رضي الله عنه يصلي العيدين في خلافته في مكان هذا المصلى وبه سمي المسجد الذي بني فيه منذ عهد ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة، وكان هذا المسجد مخنوقاً بالأحياء ذات المباني القديمة وقد أزيلت هذه الأحياء حتى لم يبق بينه وبين المسجد النبوي أي بناء.
وإلى الشمال من مسجد الصديق وبمسافة 100 متر تقريباً يوجد مسجد يطلق عليه اسم مسجد علي بن أبي طالب وهو أكبر من سابقه، ولا يزال مزحوماً بالمباني إلا من جهته الشرقية حيث ترى منارته منها وقبابه وهو من نوع طراز بناء مسجدي المصلى السابقين، وهو الآن مثلهما في الصيانة والنظافة وإقامة الصلاة فيه وذكر بعض كتب تاريخ المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيدين

الصفحة 228