كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
230
وقال عروة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جنوب المصلى أم كعهد القرائن
أم الدور أكناف البلاط عوامر كما كن أم هل بالمدينة ساكن
أحن إلى تلك البلاد صبابة كأني أسير في السلاسل راهن
إذا برقت نحو الحجاز غمامة دعا الشوق مني برقها المتيامن
وما أخرجتنا رغبة عن بلادنا ولكنه ما قدر الله كائن
فما يسوي من بالجزيرة داره ومن هو مسرور بطيبة قاطن
أما المسجد الذي بجنوبي المصلى (الغمامة) والذي يسمى مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليس من أمكنة صلاة العيد لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من خلفائه وإنما هو مبني في القرن السادس الهجري هو ومسجد آخر كان يسمى مسجد بلال رضي الله عنه إلى الشمال الغربي منه وأزيل من أجل الطريق، وقد نبه عليهما الكثير من كتب تاريخ المدينة، وقد بني في عصرنا مسجد آخر كبير وجميل في أول طريق قربان على يسار الذاهب، وتحته معارض ودكاكين تابعة له وأطلق عليه اسم مسجد بلال فلعل الزمان أن يتقادم فيظن الناس أنه مسجد بلال بن رباح الصحابي الجليل مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإلى ذلك نلفت الانتباه.