كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

231
جبل سليع
يقع هذا الجبل إلى الغرب تماماً من سقيفة بني ساعدة بعد عبور شارع المناخة فوق النفق وقد أكلته البيوت تكسيراً وخنقته العمارات الشاهقة والفنادق، ولكن بقيت قمته صخراً أملس عالياً بين العمارات يراه من دخل بين فندق قاسم وبين مبنى وزارة الإعلام القديم وبينه وبين جبل سلع ثنية (ريع) كانت تعرف بثنية العثعث ويصعد مع هذه الثنية الشارع المعروف اليوم بباب الكومة، وكان الجبيل يعرف قديماً بجبل جهينة حيث كانت منازلهم إلى الجنوب والشرق منه، وفي الجهة القبلية لهذا الجبيل يوجد مسجد عرف في العصر النبوي بمسجد جهينة أو مسجد بليَ حيث كان الحيان في نفس المنطقة وطلب شيخ مسن من بليَ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي له في مكان يتخذه مصلى فصلى له في مكان فصار يقال: المسجد لبليً والخط لجهينة يعني أنه صلى الله عليه وسلم خط ذلك المكان لمهاجري جهينة فسكنوا فيه وأدركت هذا المسجد مبنياً بناء قديماً بالحجارة بناء يشبه بناء الأتراك، ثم هد بعد ذلك وبني في الطابق العلوي وجعل أسفله دورة المياه، ودكاكين تابعة له، كما أدركت على هذا الجبيل قلعة تركية قديمة، ويعتبر سليع هذا آخر حد غربي لسوق المدينة الذي خطه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي ذكرناه أنه يمتد من الشمال من جبل المستند شرقي مشهد النفس الزكية حتى مسجد المصلى (أي الغمامة) وكان في منتصفه موضع أحجار الزيت التي ورد أن الله أجرى فيها معجزة لنبيه صلى الله عليه وسلم حين طلب زيتً فلم

الصفحة 231