كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
234
من وزارة الحج والأوقاف، وهذا المسجد واقع في محل دار جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنهما التي وقعت فيها معجزة تكثير الطعام المذكورة في غزوة الخندق، وإلى هذا الشعب انتقل بنو سلمة في عهد عمر رضي الله عنه وقد كانوا طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتقلوا من منازلهم في القبلتين من أجل بعدهم عن المسجد النبوي الشريف ولأن السيل ربما يحول بينهم وبين صلاة الجمعة فقال لهم: " يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم " ولعل عمر رضي الله عنه أذن لهم في الانتقال من حرتهم إلى بلاد بني حرام لأن بيوتهم كانت مكشوفة للعدو ومعرضة لغاراته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما في عهد عمر رضي الله عنه فلا خوف من الغارات وأصبح الدين في الجزيرة العربية كله لله، وقد تغنى الشعراء بجبل سلع فمن ذلك قول أحدهم:
ألا ليت شعري هلت أبيتن ليلة بسلع ولم تغلق عليَ دروب
وقال آخر:
ولحي بين العريض وسلع حيث أرسى أوتاده الإسلام
كان أشهى إلي قرب جوار من نصارى في دورها الأصنام
وقال آخر:
ألا قالت أمامة بعد دهر وحلو العيش يذكر في السنين
سكنت مخايلاً وتركت سلعاً شقاء في المعيشة بعد لين
فقلت لها ذببت الدين عني ببعض العيش ويحك فاعذريني
وغرب الأرض أرض به معاشاً يكف الوجه عن باب الضنين