كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

236…
السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) وحينئذ ضج اليهود بقصد التشكيك في دين الإسلام وقالوا لماذا يرجع محمد عن قبلته، ما يريد محمد إلا مخالفتنا فأنزل الله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (1) وقد كان في الجزء الشمالي من مسجد القبلتين محراب صغير في مكان موقف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة التي حولت فيها القبلة، وأزيل هذا المحراب قبل أعوام ولعل ذلك بسبب ما يرتكبه العوام من المخالفات وقيل لي إن بعض الجهال وجد يصلي في هذا المكان متجهاً إلى جهة بيت المقدس.
2 - القسم الأوسط من هذه الحرة يطلق عليه اسم حرة الوبرة وهو من العنابس غرباً إلى جبيلي الأصفرين شرقاً: وهما جبيلان لونهما أحمر متقاربان جداً يفصل بينهما ممر أصبح طريقاً معبداً، ولما ازدحم من حولهما البنيان قامت أمانة المدينة بالتكسير لأطرافهما بقصد إيجاد وتوسعة الطرق وهو شيء جميل إلا أننا نرجو أن لا يأتي هذا التكسير على الجبلين فيختفيان، وهذا الجبيلان لا يزالان معروفين باسمهما مع تغيير عامي (لصفيرين) اي الأصفرين، وفي الجهة الجنوبية والشرقية لهما توجد منطقة النقا وهي مكان اعتدال هذه الحرة وتتميز بنقاء جوها…
__________
(1) سورة البقرة: الآية 142.

الصفحة 236