كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

24…وإن عرضه مائة وتسعة وعشرون ذراعاً فلعله يريد بعد زيادة العمرين (الصديق والفاروق رضي الله عنهما).
وكان ارتفاع سقفه خمسة أذرع في بنائه الأول، وصار سبعة أذرع بعد فتح خيبر عند بنائه الثاني، وقد جعل العثمانيون علامات تدل على الإرتفاع يعرفها المتأمل في أساطين المسجد النبوي الشريف، وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جله مسقوفاً وبعضه غير مسقوف من الناحية الشمالية والغربية والإشارة إلى ذلك في العمارة المجيدية خطوط ذهبية في منتصف الأعمدة وتشير هذه الخطوط إلى ارتفاع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
الروضة الشريفة
تقدم أن ذكرنا فضل المكان الذي ضم أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة وهو أفضل البقاع على الإطلاق فلا غرابة إذاً في أن يكون ما جاورها روضة من رياض الجنة وهل معنى كون هذه البقعة روضة من رياض الجنة أنها تقطع من الأرض يوم القيامة وتوضع الى الجنة؟ أم أن معنى ذلك أن من لازم العبادة فيها حصلت له روضة من رياض الجنة يوم القيامة؟ أم أن معنى ذلك أنها روضة في الدنيا للعلم والمعرفة حيث كان يقتبس ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فيها ثم نجعل يوم القيام إحدى رياض الجنة فرياض الجنة خلق الذكر؟ ومساحة الروضة الشريفة منالمنبر الشريف غرباً إلى الحجرة الشريقة شرقاً سبعة وستون ذراعاً بالذراع الهاشمي وتحديد الروضة العمدة فيه على حديثين نبويين صحيحين.

الصفحة 24