كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

243…
نورد قصة في قصر سعيد بن العاص: فإنه لما دنا أجله (وكان سيداً فاضلاً سخياً) قال لابنه عثمان: إذا أنا مت فعلي دين ثلاثة ملايين أرجو أن تقضى عني من خالص مالي.
فقال عثمان لوالده لا يوجد من خالص مالك ما يكفي لذلك فقال سعيد لابنه إذا ذهبت إلى أمير المؤمنين معاوية وعرضت عليه القصر ودوره ومزارعه سوف يشتريها منك بما تريد لأنه يعرف نفاسة هذه الأرض.
فلما توفي الشيخ سعيد ذهب ابنه عثمان إلى معاوية بالشام فلما قيل له عثمان بن سعيد يستأذن قام فزعاً وقال توفي والله سعيد فأذن له فلما دخل وسلم أخبره بما على الشيخ سعيد من الدين فقال معاوية عليً سداد دينه.
فقال عثمان أوصى أن يقضى دينه من خالص ماله.
فقال معاوية رضي الله عنه: اشتري منك قصره بمليون ودور القصر بمليون ومزارع القصر بمليون فوافق عثمان فقال معاوية أسرع يا كاتب بالدواة والقلم واكتب قبل أن يندم الرجل فلما أعطاه المال خرج يودعه لم يمض معه كثيراً وقيل: إنه رجع عنه مخافة أن يندم، وهكذا فإن معاوية رضي الله عنه وأمثاله ممن يعرف المدينة يعرف نفاسة هذه الأرض وقيمتها.
وأقطع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر العقيق لبلال بن الحارث المزني، وأكثر الصحابة وأبنائهم اشتروا منه.
ويعبر فوق العقيق اليوم جسور حديثة:
1 - الأول جسر على ملتقى الأسيال الكبير غربي جبل أحد.

الصفحة 243