كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

245…
قصر عروة بن الزبير رضي الله عنه ولا تزال أطلال ذلك شرقي بئر عروة بينه وبين مسجد المنارتين، وكان عروة بن الزبير لما سكن هناك قال له بعض الصحابة لقد جفوت المدينة فقال بل خشيت أجفوها فقد رأيت الفساد كثر فأحببت أن أعتزل، ثم تتابع إلى الشمال قصور لبعض بني أمية التي لا تزال أطلالها تشبه الكثبان فمنها قصر المراجل إلى شمال طريق جدة إلى مكة وإلى الشمال من ذلك قصر سكينة بنت الحسين رضي الله عنه وأمها الرباب بنت امرئ القيس الكلبية ففي دار سكينة الشريفة الأديبة الشاعرة يقول الحسين رضي الله عنه:
لعمرك إنني لأحب داراً تحل بها سكينة والرباب
ثم قصر عنسة بن عمرو بن عثمان رضي الله عنه وقد عرف المكان باسم العنابس حتى اليوم وهو مكان قصر ومزارع ودور عنبسة ثم آله من بعده ثم قصور العرصة الكبرى من حول بئر رومة (بئر عثمان) ولا يعرف عنها إلا أنها كانت هناك وأن تلك الأطلال والكثبان هي أطلالها.
أما القصور والمزارع التي كانت بغربي العقيق فالمعروف من آثارها آثار قصر سعيد بن العاص وقد بسطت الكلام عليه في موضوع العرصتين الآتي. وإلى الجنوب في سفح جماء أم خالد كانت تمتد قصور ومزارع آل سعيد بن العاص، منها: القرائن وهي دور ومزارع يقع في مكانها مزارع اليوم. وإلى الغرب من جسر سكة الحديد التركي الذي لا زال معظمه موجوداً، وإلى الجنوب قليلاً تقع قصور محمد بن عيسى الجعفري ويزيد بن عبد الملك بن…

الصفحة 245