كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
247…
من الزمان ثم اختفيا بعد القرن الخامس الهجري، وتتفيأ ظلال الجماوات بالعشي على العقيق فيصبح متنزهاً طبيعياً وبالخصوص في أيام المطر وتدفق سيول العقيق.
وقذ ذكر الزين المراغي أن الجماوات أربع وأن كل جماء سميت باسم من سكنها ولعل جعله لها أربعاً سببه اعتقاد أن العاقل اسم الجماء والعاقر اسم الأخرى ولكن الأكثر على أنهما مترادفان، والاسم واحد لجماء واحدة.
الشعراء والعقيق:
وقد تغنى الشعراء بوادي العقيق واشتاقوا وشوقوا المحبين ومن اغتربوا عن المدينة على مر الأزمان، ووصفوا في شعرهم هواءه النقي وقصوره المنيفة فمن ذلك قول الشاعر:
ليت شهري وأين مني ليت أغلى العهد يلبن فبرام
أم كعهدي العقيق أم غيرته بعدي الحادثات والأيام
ولحي بين العرصتين وسلع حيث أرسى أوتاده الإسلام
كان أشهى إليً قرب جوار من نصارى في دورها الأصنام
وقال آخر في قصر سعيد بن العاص ونخيل العصبة والجماء بينهما وأن ذلك اشهى إلى نفسه من أبواب دمشق وحدائقها:
القصر فالنخل فالجماء بينهما أشهى إلى النفس من أبواب جيرون
إلى البلاط فما حازت قرائنه دور نزحن عن الفحشاء والهون
وقال آخر:
أهوى البلاط فجانبيه كليهما فالعرصتين إلى نخيل قباء…