كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
25…أحدهما: قوله صلى الله عليه وسلم (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) كما في الصحيحين، وزاد البخاري (ومنبري على حوضي) ومن المعلوم أن الحوض هو كوثره صلى الله عليه وسلم الذي أكرمه الله به وهو في مداخل الحجنة، من شرب منه لا يظمأ أبداً.
والحديث الثاني: (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة (1)).
وقال الزين المراغي: إن رواية ما بين بيتي تفيد العموم لأن بيت نكرة أضيفت إلى معرفة وهي ياء المتكلم وهي تفيد العموم.
ورواية قبري تفيد الخصوص والأصل حمل الخصوص على العموم، وهذا راي الإمام مالك رحمه الله أيضاً وملخصه أن المراد ببيت في الحديث جميع بيوته صلى الله عليه وسلم التي كانت من الجنوب الشرقي للمسجد النبوي الشريف (أي من محل وقوف الزائرين الآن) وغلى شرقي المسجد وشماليه ولا يوجد منها شيء غربيه، وعلى هذا تكون الروضة ما بين منبره وجميع بيوته من الجنوب الشرقي إلى مكان باب الرحمة القديم في نهاية مسجده ص، وقد وضعت لها رسماً يبين حدودها على هذا الرأي فانظره أمامك.
…
__________
(1) أخرجه البزار ورجاله ثقات. انظر فتح الباري ج 4 ص 100.