كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

250…
البيداء وذات الجيش
البيداء الصحراء الواسعة قال الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
والمراد بالبيداء هنا أرض واسعة يصعدها الذاهب من محرم المدينة إلى مكة وهي مستوية وتقع غربي ذي الحليفة وهي بين ذي الحليفة وذات الجيش وقد ورد ذكر البيداء في الحديث النبوي (إن قوماً يغزون المدينة فإذا نزلوا بالبيداء بعث الله جبريل عليه السلام فيقول يا بيداء أبيديهم).
وقد ورد ذكرها في حديث عائشة رضي الله عنها في سبب نزول آية التيمم أنها قالت "حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش ... ".
وهذا يعني أن نهاية ذي الحليفة هي بداية البيداء (وفيها اليوم محطة تلفاز المدينة المنورة) وإن نهاية البيداء هي ذات الجيش وذات الجيش سهل فسيح بعد البيداء يشقه واد يسمى بهذا الإسم، وعن يمينه جبيلات حمر غير شاهقة غربي جسر تقاطع طريق جدة مع طريق مدينة الحجاج المتصل بطريق الهجرة السريع، وبعد الجسر مركز أمن، وبعده بمائة متر تقريباً يوجد الجسر القائم على وادي ذات الجيش الذي نزل به النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه من غزوة بني المصطلق التي كانت بالمريسيع قرب قديد على بعد ثلاث مراحل من مكة فأدركته صلاة الفجر ولا ماء عنده وقد تأخر عن الرحيل ليلاً ليصل إلى ذي الحليفة قبل طلوع الفجر بسبب فقد قلادة لعائشة رضي الله عنها فلما طلع…

الصفحة 250