كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

27…
وأما المتمسكون بأن الروضة من المنبر الشريف إلى الحجرة الشريفة التي فيها قبره ص.
فإن الروضة على رأيهم هي البقعة الواقعة بين المنبر والحجرة الشريفة والتي تقدمت مساحتها (سبعة وستون ذراعاً من الشرق إلى الغرب) وقد وضع العثمانيون علامتها بجعل أساطينها بيضاء، كما هو مشاهد الآن وفي عام ألف وأربعمائة وأربعة حصل تقشر في رخام بعض أساطين الروضة الشريفة فقامت المملكة العربية السعودية بترميمها برخام أبيض أيضاً، وقد أظهر ذلك أناقتها.
وأنا أميل إلى رأي الإمام مالك والزين المراغي في تحديد الروضة الشريفة بما بين جميع بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وبين منبره الشريف لأدلة منها:
1 - ما ذكروه من حمل الخصوص في قوله (قبري) على العموم في قوله (بيتي).
2 - ما رواه أحمد رحمه الله (ما بين هذه البيوت إلى منبري روضة من رياض الجنة).
3 - حديث (وقوائم منبري على ترعة من ترع الجنة) الذي يفهم أن ما كان شمال المنبر الشريف من الأرض هو ترعة من ترع الجنة وإلى الشمال الغربي من ذلك في نهاية المسجد حيث باب الرحمة كان يقع آخر بيت من بيوت الرسول ص.

الصفحة 27