كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
36…وقد ورد في منبره الشريف أحاديث تدل على فضله فقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قوائم منبري رواتب في الجنة) وهذا يعني أن هذا المنبر بذاته يعيده الله يوم القيامة على حالة فينصبه عند حوضه صلى الله عليه وسلم كما يعيد الله تعالى الخلائق يوم البعث.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (منبري على ترعة من ترع الجنة) والترعة الروضة أو الباب أو الدرجة.
وفي سنن أبي داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص: (لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سوال أخضر إلا تبوأ مقعده من النار أو وجبت له النار) وقد عرف الصحابة رضي الله عنهم لهذا المنبر فضله وأنه حظي بوقوف النبي صلى الله عليه وسلم وجلوسه عليه.
ولما ولي الصديق رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على درجة المنبر الثانية تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يجلس على المنبر ويضع قدميه على الدرجة الثانية.
ولما ولي عمر رضي الله عنه الخلافة قام في خطبته على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض تأدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدباً مع الصديق رضي الله عنه.
وهكذا يكون الأدب والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا يكون التأدب أيضاً مع أصحابه رضوان الله عليهم، وفي عهد معاوية رضي الله عنه قام بكسوة المنبر الشريف بقبطي وزاد فيه ست درحات فأصبح تسع درجات ولم يزد فيه أحد قبل معاوية ولا بعده غير أنه جدد عة مرات وغير بمنابر جميلة مزخرفة وضعت في مكانه.
وقد نظمت ما مر به المنبر الشريف من أدوار في قولي:…